الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الصافي سعيد يقدّم كتابه الجديد "القذّافي سيرة غير مدنّسة"

نشر في  03 ديسمبر 2018  (10:08)

 تميّز الكاتب والصحفي والمفكّر التونسي الصافي سعيد في كتابة سير الشخصيّات، هذا إضافة لكتبه الفكريّة والروايات،  إذ بعد سيرة بن بلّة وبورقيبة وكتابه الشهير "الحمّى" 42 والذي جمع فيه سير عديد الزعماء والشخصيّات عبر العالم يعود إلى الساحة الثقافيّة والأدبيّة بأثر جديد سنة 2018 بعنوان "القذّافي: سيرة غير مدنّسة" عن دار سوتيميديا للنشر.

في لقاء لتقديم كتاب الصافي سعيد صرّح الصحفي سفيان العرفاوي إنّ الكاتب كان دائما قنبلة في وجه أعدائه، إذ يمثّل الحديث عن سيرة معمّر القذّافي هذه الأيّام بمثابة تفجير يعرّي كلّ خفي عن سيرة هذا الرجل الرمز، فقد عاشت هذه الشخصيّة الإشكاليّة في داخله طوال سنوات والتي خيّمت على منطقة فسيحة من العالم طيلة أكثر من أربعين سنة. تمثّل الكتابة عن هكذا شخصيّة فرصة للصافي للخروج من ثقل يعتمره مثلما فعل مع بورقيبة وبن بلّة، ورهانا يكسبه بفضل ضميره ومعرفته.

يعترف الصافي سعيد إنّه لم يعش في ليبيا مطلقا، بل حاول من خلال بحثه هذا معرفة من حاول شيطنة القذّافي وطرح استفهام "هل يقوم الحلف الطلسيّ بالثورات مستخدما صواريخه؟"، مؤكّدا أنّ ما صار في ليبيا هو إسقاط دولة ولا يعدّ انتصارا لواحد من المشاريع الفكريّة المختلفة الموجودة في ليبيا. أكّد الصافي سعيد إنّنا نجهل أصل المعركة والرابح والخاسر، وأوجدنا نفسنا على الخازوق بعد حماسة وفورة ما يسمّى بالربيع العربي.   

في التاريخ العربي الحديث، توجد شخصيّات تحتاج إلى كتابة سيرها مثل الحسن الثاني وإنّ شخصيّة بن علي فقيرة. لم يترك القذّافي شيئا لم يفعله ودخل في كلّ الصراعات التي قدر عليها وأخرى لم يقدر على مجاراتها، كما صرّح إنّ غرفة عمليّات الانقلاب عليه تمّت في بلغاريا إبّان أزمة الممرضات البلغاريّات. لم ينكر إنّ القذّافي كان مهووسا بالقوّة مثل بقيّة السياسيّين لكن يملك أسلوبا متفرّدا، كما يقول ماغرو "الرجل أسلوب أو لا يكون"، ما يحسب للرجل أنّ حاول  ولم ينجح وربح معارك الغاز وتأميم النفط ويحسب له إنجاز النهر الصناعي وذهب بعيدا في علاقته بإفريقيا.

نفى الصافي وفق بحوثه كلّ الدعايات المغرضة المتعلّقة بالقذّافي مثل إشاعة يهوديّة أمه، وأكّد ثقافة الرجل الواسعة وأفكاره العابرة للأفاق بما إنّه كان مثقّفا. يذكر أنّ القذّافي التقى جون بول سارتر وروجيه غارودي وذهب إلى قبر نابوليون عند زيارته لفرنسا لشراء 110 طائرات عسكريّة لفائدة الدولة المصريّة، لكنّه مات وسط التصفيق والشماتة ويبقى شخصيّة عربيّة فذّة رغم أخطائه.

يعترف الصافي إنّ العرب ينقصهم مواطنون رجال، واستشرف القذّافي إنّ حروب الشرق القادمة ستكون حول الماء وهو ما دفعه لبناء النهر الصناعيّ، وإنّ الحاكم يمكن أن يكون شريفا وتشيطنه أجهزته. يبقى القذّافي واحدا من القادة الذين حلموا ولم يقدروا على تحقيق حلمهم وإنّ حنّبعل في غزوه لروما أثناء الحرب البونيّة انقلب على الامبرياليّة مثلما فعل القذّافي، لكن إذا كانت طموحاتك أكبر من طاقاتك، فأنت مجنون كما قال شاتوبريان.

شوقي البرنوصي